وتجدون التناقض في المناهج المدرسية، وفي نفس الكلية، فلو درست في كلية الآداب مثلاً، أو في كلية الاقتصاد؛ فإنهم يذكرون الغرب وتقدمه، فيأتوا باليونان، والرومان، ثم أوروبا الحديثة، وكأن العالم هو أوروبا ، وكيف حصل التقدم هناك، والازدهار، لكن لو درست في مادة أخرى كالهندسة العمرانية مثلاً، أو في تاريخ الآثار أو الحضارة؛ فإنك تجد أنهم يقررون حقائق تناقض هذا الكلام وهم لا يشعرون؛ لأن الغرب يعيش عقلية عنصرية لا يمكن أن يتخلى عنها، فتجدهم يعترفون أنه في الوقت الذي كان فيه سكان بغداد يقارب المليونين أو أكثر، وكذلك قرطبة و القاهرة ؛ فقد كانت أكبر مدينة في أوروبا كلها تعيش في الحضيض في نواحي الخدمات الحياتية، ولا يمكن أن تقارن بأي قرية من قرى المسلمين في خراسان ، أو في الهند ، أو في أي ولاية إسلامية تعيش حضارة أقل مما تعيشه بغداد ، أو قرطبة ، أو القاهرة أو غيرها.